أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) جزءًا لا يتجزأ من العديد من مجالات العمل في السنوات الأخيرة. فقد شهدنا صحوة حقيقية لتطبيقات مثل ChatGPT وDALL-E وMidJourney وغيرها، مما أتاح للأفراد إنجاز مهام كانت تتطلب فرقًا كبيرة من المتخصصين. مثلاً، يُقدِّر تقرير حديث أن الشات بوت الشهير ChatGPT وصل إلى 100 مليون مستخدم نشط شهريًا بعد شهرين فقط من إطلاقه ، وهو رقم قياسي لنمو تطبيق مستهلك. هذه الأدوات تساهم بشكل ملموس في تحسين الإنتاجية؛ فقد أظهرت دراسة أن مساعدين بالذكاء الاصطناعي في خدمة العملاء زادوا إنتاجية الوكلاء بنسبة حوالي 15% ، بالإضافة إلى تحسين جودة العمل. وفي الواقع، تشير بحوث ماكينزي إلى أن الفرصة الاقتصادية الكاملة للذكاء الاصطناعي قد تصل إلى 4.4 تريليون دولار من زيادة الإنتاجية عالمياً
كل هذه الأرقام تضع في مقدمة النقاش فرضية أن تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة قد تغير نمط العمل بالكامل، بحيث يستطيع شخص واحد القيام بما كانت تقوم به فرق تقليدية كاملة. بغض النظر عن الجدل حول مدى استبدال البشر، فإن أهم شيء هو أن هذه الأدوات توفِّر الوقت والجهد وتخفض التكاليف بشكل ملحوظ، وهو ما يجذب اهتمام الشركات والأفراد على حدٍّ سواء. في الأقسام التالية سنستعرض أهم هذه الأدوات حسب فئات الاستخدام، ثم نتناول كيف يمكن توظيفها بفعالية، وأخيراً نناقش مستقبل الوظائف والفرق البشرية في ظل هذا التطور.
استعراض شامل حسب الفئات
تصميم
- MidJourney: أداة تولّد صورًا عالية الجودة من النصوص الوصفية، تختص بالأسلوب الفني والتخيلي. يستخدمها المصممون لإنشاء لوحات فنية وإعلانات أصلية دون الحاجة لفريق تصميم كامل.
- DALL·E 3: من تطوير OpenAI، تنتج صوراً واقعية أو خيالية من أي وصف مكتوب. تعتمد في قوتها على نموذج GPT ويُمكن استخدامها داخل منصات تصميم مثل Canva لإضافة عناصر تصميمية بسرعة.
- Stable Diffusion (DreamStudio): منصة توليد صور من نماذج ثابتة مفتوحة المصدر، تتيح للمستخدم تعديل مخرجات الصورة واستكشاف إبداعات فنية متعددة بدون الحاجة لمعرفة تقنية متقدمة.
- Canva مع الذكاء الاصطناعي: منصة شهيرة للتصميم الجرافيكي تضمنت ميزات ذكية تساعد في توليد تصاميم جاهزة، وتحرير الصور تلقائيًا، وإعداد مقاسات موحدة، مما يمكّن المستخدمين من عمل مطبوعات ومنشورات وسائل تواصل دون فريق عمل كبير.
- Adobe Firefly: أداة مدعومة بتقنية Adobe Sensei تتيح إنشاء صور وتصميمات جديدة عبر تحويل النصوص إلى رسوم أو تعديل الألوان والخطوط بصورة ذكية . بما أنها مدمجة في منتجات أدوبي المختلفة، فهي تخدم فرق التصميم الكبرى وصغار المبدعين على حد سواء.
- Khroma: أداة تختص بمزج الألوان، حيث تولِّد لوحات ألوان متناسقة بناءً على تفضيلات المستخدم. يساعد هذا المصممين في اختيار ألوان مشروع بسرعة عوضًا عن التجربة الطويلة، مما يلغي الحاجة لمصمم ألوان متخصص.
- AutoDraw: خدمة من جوجل تساعد المبتدئين على الرسم بتحويل خربشاتهم إلى أشكال واضحة واقتراح رسم مشابه. يمكن لأي شخص بها – حتى من دون مهارات فنية – صنع أيقونات أو رسومات بسيطة بمهارة فريق رسم كامل.
- Let’s Enhance: معالج صور ذكي يرفع جودة الصور بذكاء اصطناعي، يمنح الصور الوضوح والتفاصيل وتحسين الألوان بنقرة واحدة . يساعد على استبدال العمل اليدوي الطويل بالفوتوشوب، مثل إزالة الضبابية أو زيادة الدقة، بضغطة زر.
- Remove.bg: أداة متخصصة في إزالة خلفيات الصور تلقائيًا. كانت مهمة قص الخلفيات تتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين، أما الآن فيمكن لصورة أن تُحضر احترافيًا دون الحاجة لمصمم مختص.
- Looka Logo Maker: منصة تصميم شعارات بالذكاء الاصطناعي. تطلب منك فقط كلمات دلالية، وتنتج شعارات متعددة تناسب العلامة التجارية. بدلاً من تعيين مصمم شعارات، يمكن لريادي الأعمال توليد شعار احترافي في دقائق.
فيديو وصوت
- Synthesia: منصة لإنشاء مقاطع فيديو احترافية من النصوص. تسمح بتحويل نصوص أو سيناريوهات إلى فيديوهات بمؤثرات بصرية وتوليد أصوات بشرية بعدة لغات. تُمكّن هذا الموقف شركات التسويق أو قسم الموارد البشرية من إنتاج فيديوهات تعريفية أو تعليمية دون الحاجة لاستوديو تصوير كامل.
- Pictory: أداة تحويل المقالات أو النصوص إلى فيديوهات تلقائيًا. يتم اختيار لقطات وصور مناسبة بناءً على المحتوى ويضاف إليها موسيقى وتعليقات صوتية منشأة آليًا، مما يختصر ساعات العمل التي يتطلبها إنتاج الفيديوهات التقليدية.
- Descript: برنامج تحرير صوت وفيديو شامل يعتمد الذكاء الاصطناعي للتفريغ النصي للمقاطع، وتعديلها بالنص، وحذف العيوب تلقائيًا. يسمح بإنشاء ونشر مقاطع فيديو وبودكاست دون فريق مونتاج، فمحرر الصوت يصبح نصًا يُعاد ترتيبه ببضع نقرات .
- Runway ML: مكتبة أدوات لتحرير الفيديو بالذكاء الاصطناعي. تشمل توليد إطارات لقطات جديدة، وإزالة الخلفيات، والتلوين التلقائي، وتحسين جودة الفيديو. تستخدم تقنية النماذج التدريبية لتطبيق التأثيرات المعقدة دون معرفة تقنية كبيرة.
- Lumen5: موقع يحول المقالات أو المحتوى النصي إلى فيديوهات قصيرة قابلة للمشاركة. يختار المشاهد وموسيقى ويتزامن مع النص الوارد، ما يساعد المسوقين وصانعي المحتوى على نشر فيديوهات جذابة بدون تحرير محترف.
- InVideo: محرر فيديو أونلاين مدعوم بالذكاء الاصطناعي، يقدم قوالب جاهزة وفلاتر تلقائية لتحسين المشاهد. يعتمد عليه المسوقون في صناعة إعلانات وشروحات فيديو سريعة بتخطيط ذكي من دون الحاجة لفريق إنتاج.
- D-ID: تقنية لإنشاء وجوه بشرية متكلمة ومتحركة من صور ثابتة. يمكن استغلالها لتوليد ممثلين افتراضيين يلقون كلمات، مما يتيح للشركات عمل فيديوهات تقديمية أو دورات تدريبية بصوت وصورة دون تصوير فعلي.
- VEED: أداة تحرير فيديو على الإنترنت تحتوي على ميزات ذكية مثل الترجمة التلقائية وحذف الضوضاء والتحليل اللغوي. تساعد صناع المحتوى على إنجاز مونتاج الفيديو بشكل أسرع مما لو تجند فريق تحرير كامل.
كتابة المحتوى
- ChatGPT (OpenAI): شات بوت متطور يولد نصوصًا إبداعية في مواضيع متنوعة. يُستخدم لكتابة المقالات ومحادثات العملاء والإجابة على الأسئلة. أعيد للحياة مثل آلاف الكتاب وصنَّاع المحتوى، فمن خلاله يتم إنتاج نصوص كاملة يحتاجها فريق تسويق في ثوانٍ.
- Jasper AI: منصة كتابة تسويقية بالذكاء الاصطناعي تقدم قوالب جاهزة لإنشاء منشورات مدونة، وصفحات هبوط، وإعلانات، وغير ذلك. ترجع شهرتها إلى الدقة وسهولة الاستخدام، وغالبًا ما تُقارن بجاسبر عند توليد نسخ تسويقية بألوان متعددة.
- Copy.ai: أداة توليد محتوى تناسب العناوين الإبداعية ورسائل البريد. تدعم لغات متعددة وتوفر مقترحات سريعة للنصوص التسويقية. بفضلها، يمكن لفريق تسويق كامل كتابة مخططات إعلانية مختلفة بضغطة زر.
- Writesonic: مُساعد كتابة آلي يستخدم تقنيات GPT. يختص بصياغة مقالات، منشورات وسائل التواصل الاجتماعي، ووصف المنتجات. يحل محل ساعات من الكتابة اليدوية لمحرري المحتوى، فهو ينتج فقرات ومنشورات قصيرة استناداً للمُدخلات فقط.
- Rytr: خدمة كتابة نصوص بالذكاء الاصطناعي تستهدف إنتاج محتوى قصير مثل الإيميلات والنشرات الإخبارية. تتميز بسهولة الاستخدام وتكلفتها المنخفضة، وتمكن المستقلين من توليد مسودات سريعة لتحسين سرعة الإنتاج.
- Wordtune: أداة لإعادة صياغة وتحسين الجمل. تعيد تنقيح النص المكتوب لتبدو أسلس وبأسلوب مختلف. بدلاً من مراجع لغوي، توفر هذه الأداة خيارات متعددة لإعادة الكتابة تسرع إعداد المسودات النهائية.
- QuillBot: مرادف ذكي للكلمات وإعادة صياغة العبارات بالذكاء الاصطناعي. يُستخدم للتخلص من الحشو وتوضيح الصياغة، خصوصًا في الأعمال الأكاديمية والمهنية، مما يقلل دور محرري المحتوى التقليديين.
- Copysmith: منصة كتابة مركزة على الإعلانات والتسويق. لديها مُولدات نصية لحملات إعلانية وصفحات مبيعات. تساعد هذه الخدمة على أتمتة إنشاء المحتوى الترويجي وتقليص الاعتماد على فرق النسخ الإعلانية.
برمجة وتطوير
- GitHub Copilot: مساعد برمجي يعتمد على نماذج OpenAI لتوليد أكواد. يقترح شيفرات أثناء الكتابة بلغة البرمجة، كما يكتب وظائف كاملة بناءً على التعليقات. يختصر عمل فريق تطوير برمجيات بحيث يصبح المطوّر بمفرده أكثر إنتاجية ويقل الاعتماد على مراجعين متعددين.
- Tabnine: مدعم بالذكاء الاصطناعي لكتابة الأكواد، يعمل مع العديد من بيئات التطوير. يوفر اقتراحات ذكية تذكر أجزاء كاملة من الكود، مما يعادل عمل مساعد برمجي أو زميل برمجي.
- Amazon CodeWhisperer: أداة من أمازون مقسمة كإضافة لمحررات الأكواد، تقوم بكتابة أجزاء من الشيفرة بناءً على وصف المهام. تسمح للمبرمج بإنجاز مهام المطورين في شركتين أو أكثر بكفاءة أعلى دون الحاجة لفريق دعم.
- Replit Ghostwriter: ميزة مدمجة في منصة Replit تكتب الأكواد وتشرحها تلقائيًا. تساعد المبرمجين المبتدئين والسريعين على السواء بإنجاز مشاريع برمجية دون الحاجة لوجود فريق برمجي كبير.
- Codeium: مساعد ترميز بالذكاء الاصطناعي يدعم عدة لغات برمجة. ينجز مهام استكمال الكود وتصحيح الأخطاء، مما يقلِّص وقت التطوير. تعويض الجهد هذا يتيح لمبرمج واحد إنجاز العمل الذي كان يحتاج إليه عدة مبرمجين متنقلين.
- Sourcegraph Cody: محرك بحث شيفرات مزودًا بالذكاء الاصطناعي، يساعد في فهم الشفرات الموجودة ويقترح تحسينات. يكسر حاجز البحث بين الشفرات المتنوعة ويختصر وقت المناقشات البرمجية لفريق التطوير.
بناء المواقع الإلكترونية
- Wix ADI: أداة في منصة Wix تبتكر مواقع إلكترونية كاملة بالذكاء الاصطناعي. بعد الإجابة على بعض الأسئلة، تولّد الصفحات والبنى الأساسية بشكل أوتوماتيكي. تتيح لمؤسس الأعمال إنشاء موقع احترافي دون الحاجة لتوظيف مطور ويب أو مصمم.
- Bookmark AI (AiDA): منصة إنشاء مواقع تعتمد الأتمتة. تسمى أداة AiDA، حيث تصمم موقعك عبر بضع نقرات وتوفر محتوى مقترحاً مُستندًا لتحليل تفضيلاتك. بذلك، يصبح بناء موقع جديد سريعًا كما لو كان فريق تطوير يعمل خلف الكواليس.
- Durable: تركز على بناء مواقع للشركات الصغيرة في ثوانٍ. تدير عملية اختيار الألوان والنماذج وإضافة المحتوى تلقائيًا. هذا يخفض الحاجة لفرق تقنية ويعني أن رائد أعمال واحد يمكنه إطلاق موقع كامل في دقائق معدودة.
- Zyro: منشئ مواقع يستخدم الذكاء الاصطناعي لتوليد النصوص وشعارات العلامة التجارية وصور خلفية، ويعرض قوالب جاهزة للتخصيص. بدلاً من فريق تصميم ويب كامل، يُمكن لأي مستخدم خبير أو مبتدئ الاستفادة من Zyro لتأسيس وجود رقمي بسرعة.
- Weblium AI: منصة تسمح بتحويل الأفكار إلى موقع ويب دون كتابة شيفرة. تستخدم واجهة سحب وإفلات وتعتمد الذكاء الاصطناعي لتنظيم المحتوى وتصميم الصفحات بشكل متجاوب. بذلك، تقل الحاجة لمصمم واجهات ومبرمج في المشروع.
- 10Web AI Website Builder: أداة مبنية على WordPress توفر إنشاء مواقع بتصميمات معتمدة على الذكاء الاصطناعي. تُنتِج الصفحات في دقائق وتوفر ميزات تحسين الأداء التلقائي، مما يساعد الشركات الناشئة على بناء مواقعهم دون فريق تقني كامل.
تحسين محركات البحث (SEO)
- Surfer SEO: أداة تحليل محتوى تعتمد الذكاء الاصطناعي للحصول على ترتيب أفضل في محركات البحث. تحلل الصفحات الأعلى ترتيبا وتعطي توجيهات لكيفية كتابة المحتوى وإضافة الكلمات المفتاحية ذات الصلة. تساعد استبدال ساعات من البحث والتجربة بآلية تلقائية تحاكي عمل فريق تحسين محركات البحث .
- Frase: منصة لتنظيم المحتوى وبحث الكلمات المفتاحية. تُستخدم في إنشاء مقالات متوافقة مع السيو عن طريق توفير نقاط رئيسية تعتمدها في كتابتها. بفضلها يمكن لمحرر واحد إنتاج ورقة بحثية أو مدونة مُحسَّنة دون الرجوع إلى خبير سيو.
- Clearscope: أداة توفر توصيات لكلمات مفتاحية ومواضيع تتعلق بنص البحث لتحسين المحتوى. تمكن مسوق المحتوى من تغطية الموضوعات المهمة دون الحاجة لتحليلات يدوية طويلة، مما يوفر وقت فريق التسويق.
- MarketMuse: أداة تستخدم التعلم الآلي للبحث عن فجوات في المحتوى والكلمات المفتاحية المطلوبة. تتيح للمسوقين التخطيط لمحتوى شامل يغطي جميع جوانب موضوع ما، بدلاً من فريق كتابة متخصص.
- SEMrush (مع ميزات الذكاء الاصطناعي): منصة شاملة للتسويق الرقمي توفر أدوات لبحث الكلمات المفتاحية، تدقيق الموقع، وتتبع الترتيب. أضافت SEMrush قدرات ذكية لاقتراح المحتوى وتحسينه تلقائيًا، مما يعزز إنتاجية مسوق واحد كان بحاجة فريق تحليلي.
- Ahrefs: من أشهر أدوات السيو التي طوّرت ميزات ذكاء اصطناعي لترشيح الكلمات الرئيسية وتحليل المنافسين. توفر تقارير مفصّلة في دقائق لتوجيه استراتيجية المحتوى، بدلاً من تحليلات يدوية طويلة من فريق متخصص.
محادثة ودردشة تفاعلية
- ChatGPT (الدردشة): إلى جانب كتابة المحتوى، يُعتبر ChatGPT أداة دعم محادثة قوية. يمكن دمجه في مواقع الشركات وخدمة العملاء للرد الذكي على الاستفسارات 24/7. يحل محل فريق دعم عملاء كامل في الإجابة على الأسئلة الشائعة وتقديم الإرشادات الأولية، مع تقليل أعباء الموظفين.
- Google Bard: شات بوت من جوجل متاح للتجربة باللغات المختلفة. يقدم إجابات ذكية من الإنترنت ويتم تدريبه على بيانات واسعة. يطمح لأن يكون مساعدًا تعليميًا يستبدل المشرفين على المحادثات في التطبيقات والخدمات.
- Bing Chat: خدمة دردشة ذكاء اصطناعي من مايكروسوفت مدعومة بـ GPT-4o. يمكنها إجراء محادثات مع المستخدمين، وجلب معلومات حية من الويب. تُستخدم في التطبيقات المؤسسية لتحسين خدمة العملاء والأتمتة المكتبية، مما يقلل الحاجة لفرق دعم تقنية كبيرة.
- Anthropic Claude: مساعد نصي آلي يركز على الأمان والتعامل الأخلاقي. يمكن نشره في المؤسسات للدردشة الداخلية أو مساعدة الموظفين على حل المشكلات. يتيح للموظفين الحصول على إجابات فورية دون الرجوع لسلسلة موافقات إدارية.
- ChatSonic: منصة دردشة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تقدم ميزات إضافية مثل الصور المولدة حديثًا. تُستخدم لدمج المحادثة مع التصميم والبحث في تطبيق واحد، مما يساعد المستخدمين على الحصول على حلول متكاملة من دون تدخل بشري لكل مهمة.
- Replika: تطبيق صديق افتراضي يستخدم الذكاء الاصطناعي للمحادثة والتفاعل. يستهدف المستخدمين الفرديين للتمارين والرفقة، لكنه يعد مثالاً على قدرات الدردشة الشخصية التي قد تستبدل بعض وظائف الاستشارات أو الدعم النفسي البسيط.
- Tidio: نظام دردشة آلي للأعمال يدمج الذكاء الاصطناعي في تطبيقات الدردشة المباشرة. يسمح للشركات الصغيرة بتشغيل دردشات عملاء تلقائية ترد على الاستفسارات دون الحاجة إلى موظف خدمة عملاء طوال الوقت، مما يختزل تكاليف تشغيل الفريق.
بحث وتلخيص المعلومات
- Elicit: أداة بحث أكاديمي باستخدام الذكاء الاصطناعي. تساعد الباحثين على إيجاد أوراق علمية وإجابات سريعة عن الأسئلة البحثية. يتم تحليل آلاف الأوراق تلقائيًا لتوفير ملخصات، مما يمكن باحثًا واحدًا من إعداد مسودة ورقة بحثية دون فريق بحث تقليدي.
- Consensus: محرك بحث علمي يعتمد على الذكاء الاصطناعي يقدم إجابات مرتكزة على الأدلة من الدراسات المنشورة. يُدخل سؤاله ويحصل على خلاصة ذكية مبنية على مئات المصادر تلقائيًا، بدلاً من مرور الباحث بعملية بحث يدوية طويلة.
- Perplexity.ai: محرك بحث مبتكر يجمع بين الذكاء الاصطناعي والنتائج الحية من الويب. يعرض إجابات مركزة مستخلصة من مصادر مباشرة وروابط للمراجع. يمكن الاعتماد عليه لإنهاء مهام بحثية بسرعة دون الحاجة لقراءة صفحات كاملة.
- Wolfram Alpha: محرك حسابي يعتمد الذكاء الاصطناعي للإجابة على الأسئلة الحسابية والعلمية. ينفذ معادلات ويقدم إحصائيات وتحليلات دقيقة فورًا. كان يؤديها علماء رياضيات أو موظفو تحليل، والآن يمكن للموظف العادي الحصول عليها بنقرة واحدة.
- Scite: أداة ذكاء اصطناعي للأبحاث العلمية تقيّم الاقتباسات وتصنيفها بأنها تدعم أو تنقض أو تستشهد بنتائج البحث. تمكّن الباحثين من فرز الأدبيات الأكاديمية بسرعة، بدلاً من الاعتماد على مراجعين بأقسام البحث.
- Semantic Scholar: محرك بحث أكاديمي ذكي يستخدم تقنيات معالجة اللغة الطبيعية لتسليط الضوء على أهم النقاط من الأوراق البحثية. يبني خريطة معرفية للموضوع، مما يساعد الباحث في الحصول على نظرة شاملة دون الحاجة لقراءة كل مصدر بمفرده.
- Connected Papers: أداة بحث تركز على رسم خرائط ترابطية للأبحاث. تساعد المستخدمين في اكتشاف الأوراق ذات الصلة عبر تقديم شبكة مرئية للعلاقات الأكاديمية، مما يجعل تنظيم البحث أسرع من منهجيات البحث التقليدية الموزعة.
.png)
كيف يمكن للأفراد والشركات استخدام هذه الأدوات بشكل فعّال
لا يكفي وجود الأدوات وحدها دون استراتيجيات واضحة للتوظيف الأمثل. من المهم فهم المهام التي يمكن للذكاء الاصطناعي تسريعها أو أتمتتها. مثلاً، يمكن للقسم التسويقي توظيف ChatGPT أو Jasper للكتابة الأولية للمقالات ومن ثم التدقيق البشري فقط على النسخة النهائية. يمكن لفريق التصميم الفردي استخدام MidJourney أو DALL·E لإنشاء التصاميم المرئية، فيما تكمل هذه الأدوات بقيّة العمل الفني. يُنصح بالخطوات التالية:
- تحديد المهام المناسبة: راجع سير العمل وحدّد العمليات التي تعتمد على روتين أو بيانات كثيرة. إذا كانت مهمة ما متكررة (كتوليد نص أو تصميم صورة)، فراجع إذا كانت هناك أداة ذكاء اصطناعي متخصصة فيها لتوفير الجهد والوقت.
- تجربة الأدوات تدريجيًا: قبل اعتماد الأداة بالكامل، ابدأ باختبارها على مشروع صغير. قيّم مستوى الجودة وسهولة الاستخدام. بهذه الطريقة، يمكن لفرد واحد في الشركة (مثل مسؤول تقنية أو منسق محتوى) تقييم الأداة قبل نشرها لفريق بأكمله.
- دمجها في سير العمل: بعد اختيار الأدوات الفعّالة، قم بتدريب الموظفين أو تحديث بيئات العمل لتشملها. مثلاً، دمج مولدات النصوص في محرر المقالات، أو ربط Chatbots بمواقع الشركة للدردشة مع العملاء، أو توصيل أدوات البرمجة IDE مباشرةً بمساعدي الترميز الذكية.
- مراقبة الجودة البشرية: حتى مع استخدام الذكاء الاصطناعي، ابقَ خطوة بشرية للتدقيق والمراجعة. تحقق من محتوى النص وتصاميم الصور وأكواد البرمجة الناتجة وتأكد من دقتها ومناسبتها للمعايير، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي الخطأ أحيانًا أو إنتاج محتوى يحتاج تعديلًا بسيطًا.
- الاستفادة من الجمع بين الأدوات: في بعض الحالات يمكن استخدام أكثر من أداة معًا. مثلاً، اكتب سيناريو لفيديو بواسطة ChatGPT، ثم استخدم Synthesia لتحويله إلى فيديو، وأخيرًا استعِن بالأدوات الصوتية الآلية لتحسين الصوت. التكامل يزيد من القيمة التي يوفرها مساعد واحد.
- التعلّم المستمر والتدريب: نظّم دورات تدريبية للموظفين لتعريفهم بالأدوات الجديدة وقدراتها. كلما زاد إلمام الفريق بهذه التقنيات، زادت فرص الابتكار والسرعة في التنفيذ. فرغم إمكانية استبدال بعض المهام، يبقى العنصر البشري مطلُوبًا لفهم الأهداف الاستراتيجية ووضع المعايير.
باختصار، يمكن للفرد أو الشركة الصغيرة دمج أدوات الذكاء الاصطناعي لملء أدوار عدة في آن واحد. فبدلاً من فريق محتوى، يقوم شخص باستخدام Jasper وChatGPT بوضع خطوط أولى للنصوص ونشرها بعد المراجعة. أو يستخدم مطوّر برامج Copilot وCodeWhisperer لتوليد الأكواد بدلاً من الاعتماد على فريق تطوير كبير. بهذا الشكل، تتحول الأدوات إلى قوة عاملة اصطناعية تعزز الإنتاجية وتخفض التكاليف.
مستقبل الوظائف والفرق البشرية في ظل هذا التطور
يثير صعود أدوات الذكاء الاصطناعي تساؤلات مهمة حول مصير الوظائف التقليدية. هل ستصبح الفرق البشرية زائدة؟ من المؤكد أن بعض المهام الروتينية ستتضاءل الحاجة لأدائها يدويًا. لكن الواقع أشمل وأكثر تعقيدًا؛ إذ يشير تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي 2025 إلى أنه رغم تشريد نحو 92 مليون وظيفة بفعل التغيرات التقنية، ستُخلق حوالي 170 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2030، أي صافي زيادة يبلغ 78 مليون وظيفة. وهذا يعني أن العمل لن يختفي بل سيتحوّل.
ولا يتوقع التقرير أن يحلّ الذكاء الاصطناعي محل العنصر البشري بالكامل، بل يحوِّل طبيعة العمل. ففي دراسة أخرى وجدت أن نصف الشركات أعادت هيكلة أقسامها لمواكبة تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي ، وهناك أكثر من ثلثي الشركات تخطط لتوظيف أدوار متخصصة في الذكاء الاصطناعي، رغم أن 40% منها تتوقع تغييرات في حجم الموظفين نتيجة لذلك. باختصار، الطلب على الكفاءات الجديدة مثل مهندسي التعلم الآلي ومحللي البيانات سينمو، بينما تنكمش وظائف أخرى روتينية.
لذا، يمكننا توقع مستقبل تعاون تكاملي بين الذكاء الاصطناعي والبشر. سيبقى الجانب الإبداعي والقرارات الاستراتيجية من نصيب البشر، بينما ينجز الذكاء الاصطناعي معظم المهام التحليلية والتكرارية. على سبيل المثال، قد يستخدم مهندس برامج في المستقبل الذكاء الاصطناعي لكتابة الكود الأولي، ثم يركّز هو على تصميم النظام العام والتأكد من سلامته. أو يعمل الصحافي على صياغة الأسئلة والأفكار الأساسية، فيما يولد الروبوت مسودة المقال.
في واقعنا العربي والعالمي على حدٍّ سواء، ستزداد أهمية التدريب وإعادة المهارات. يتطلب الأمر من الأفراد توسيع قدراتهم في مجالات مثل علوم البيانات، وفهم نماذج الذكاء الاصطناعي، والابتكار، حتى يتمكنوا من توظيف هذه الأدوات بدلاً من أن تحلّ محلهم.
في النهاية، تكمن فرص المستقبل في من يجمع بين مهاراته البشريّة وقدرة الذكاء الاصطناعي. البشر مع الذكاء الاصطناعي سيتفوقون على البشر فقط، كما يقول الخبراء. وبالتالي، فإن التبني الاستباقي والتطوير المستمر لمهاراتنا هما الطريق لضمان أن نصبح جزءًا من التحول بدلاً من أن نستبدل به.